القميص "المؤقت" لأسود الأطلس

Admin المساهمات : 124 تاريخ التسجيل : 24/01/2012

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ظهر مساء يوم الاثنين الماضي الفريق الوطني في أولى لقاءاته بنهائي كأس الأمم الافريقية لكرة القدم المقامة حاليا بكل من الغابون وغينيا الاستوائية، بقميص لا علاقة له بلوني العلم الوطني المغربي المعروف بالأحمر والأخضر.

وعندما عزف «منبت الأحرار» قبل انطلاق لقائه أمام منتخب تونس، لاحظ الجميع أن ما يرمز للمغرب بهذا القميص الجديد، يقتصر على شعار الجامعة المغربية لكرة القدم فقط، الشعار المثبت في آخر لحظة على اليمين، أما غير ذلك فقد يخيل للمشاهد أن ما يظهر على أرضية الملعب، أفراد منتخب غير أسود الأطلس الذي تعود على متابعته خلال اللقاءات الدولية.

تبرر الشركة الألمانية موقفها هذا بمسألة وقت فقط، لكن الفريق الوطني سيضطر لخوض كل مبارياته بنفس القميص خلال الدورة الثامنة والعشرين، حتى ولو تأهل الى النهائي أو تمكن من الفوز باللقب، لأن أمر إعداد أقمصة خاصة بالمغرب حسب إدارة الشركة الألمانية يتطلب خمسة شهور من الاعداد.

الأقمصة الجديدة للفريق الوطني المغربي، والتي منحت له في آخر لحظة من طرف الشركة الألمانية المتعاقدة مؤخرا مع الجامعة المغربية، كانت مخصصة أصلا لمنتخب مصر خلال هذه النهائيات، الى أن عدم تأهيل الفراعنة للمونديال الإفريقي، جعل الشركة المذكورة مجبرة على التخلص من مخزونها، الذي قد لا يصبح صالحا بعد سنة أو سنتين، بحكم أن السوق والمنافسة المشتعلة مع باقي الماركات العالمية، يفرض ابتكار نماذج جديدة حفاظا على مكانة خاصة.

وقد توصلت الجامعة بالدفعة الأولى من المعدات الرياضية والأقمصة من طرف أديداس، وتشمل ثلاثة أشكال من الأقمصة، وقد سهر دومينيك كوبيرلي المدرب المساعد على هذه الترتيبات مع ممثل الشركة المذكورة بفرنسا، وأبدى كوبيرلي ارتياحه للجودة العالية التي التزمت بها الشركة، فيما يتعلق بنوعية الأقمصة، ونفس الارتياح عبر عنه ايريك غريتس، وهذه مسألة تبدو طبيعية بالنسبة للمدرب ومساعده، نظرا لكونهما شخصان أجنبيان لم ينتبها لمسألة اللونيين الوطنيين.

وليست هذه المرة الأولى التي يسجل فيها مشكل الأقمصة، الخاصة بالمنتخبات الوطنية، وخاصة كرة القدم، فخلال لقاء المغرب ضد الجزائر بمدينة عنابة منع حكم اللقاء اللاعب يوسف العربي من دخول أرضية الملعب كبديل، قبل خمس دقائق من انتهاء اللقاء، حتى يغير قميصه الذي لم يكن يحمل رقما خاصا به، والسبب هو كون رقم (9) سقط بسبب ضعف الجودة المنتوج، مما أثار الكثير من ردود الفعل الغاضبة.

يومها قيل أن الجامعة قررت فتح تحقيق في الموضوع، خصوصا الجانب الذي يهم العلاقة التي تربط بين الجامعة وشركة بوما الألمانية صاحبة الأقمصة المذكورة، ومنذ ذلك الحين والفريق الوطني يلعب بنفس الأقمصة، دون معرفة مصير التحقيق المذكور، إلى أن سمعنا مؤخرا تعاقدها مع شركة أديداس الألمانية كذلك، لكن وسط ظروف غير ايجابية بالمرة.

فلماذا تأخر مسؤولو الجامعة في التعاقد مع بديل ل «بوما» قبل موعد انطلاق نهائي كأس الأمم الافريقية؟ ولماذا ترك أمر الموافقة على نوعية الألبسة والمعدات لإطارين أجنبيين لاعلاقة لهما بمسألة الهوية الوطنية؟ ومن يتحمل المسؤولية المباشرة في هذه الحالة؟ هل المكتب الجامعي بكامل أعضائه أم الرئيس بمفرده؟ أسئلة ملحة تنتظر إجابة صريحة ومسؤولة، خصوصا وأن الأمر يتعلق بقضية تمثيل الوطن بمحفل إفريقي هام، يحظى بمتابعة استثنائية، والحضور على الواجهة الإفريقية مسألة أساسية بالنسبة لنا كمغاربة، نظرا لما يحمله هذا الحضور من رهانات وتحديات لا تخفى على أحد...

الذي يغيب على ذهن مسؤولي جامعة كرة القدم في هذه النازلة، هو الدور الذي تلعبه التظاهرات الرياضية في تقوية الشعور بالإنتماء الوطني، وإلا لماذا يعزف النشيد الوطني قبل انطلاق المقابلات؟ ولماذا ترفع أعلام الدول مصحوبة بالسلام الوطني لحظة فوز أبطالها بالميداليات الذهبية؟ إنه تشريف للوطن ولحظة افتخار بشرف الإنتماء، والحالة هذه فان مسؤولي الجامعة لم يستوعبوا بعد مغزى وأبعاد تخصيص أعلى سلطة بالبلاد ميزانية مهمة سنوية تصل الى 33 مليار خاصة بمنتخبات كرة القدم، تمول مباشرة من طرف مؤسسات عمومية.

فهل يبرر مسؤولو جامعة كرة القدم موقفهم هذا؟ أم سيكون الصمت كالعادة حكمة من لا يجد في نفسه القدرة على تبرير موقف، يفسر بشىء واحد ألا وهو العجز عن تحمل ملف يهم شعبا بكامله...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]